ليست هناك منطقة في العالم يمكن أن تُعـَـد أكثر اعتماداً على موارد الطاقة للحصول على الدخل من منطقة الخليج. فالموارد النفطية لا تحدد مسار الحياة اليومية في الخليج فحسب، وإنما تحدد أيضاً مستقبلها وتحكم علاقاتها مع الدول الأخرى. وبينما نجد أن منطقة الخليج هي منتج رئيسي للطاقة، فإنها تُعـَـد أيضاً مستهلكاً رئيسياً لها، وبخاصة إذا حسبناها على أساس معدلات استهلاك الفرد. ولكي نتمعن في هذا الدور المهم لإنتاج الطاقة وأنماط استهلاكها في الخليج والدور المهم للسياسات التي تحكم ذلك، فقد قرر مركز الخليج للأبحاث أن ينشئ برنامجاً بحثياً مخصصاً للتركيز على قضية الطاقة في الخليج، وسيُعرَف هذا البرنامج باسم “برنامج الطاقة”.

أهداف برنامج الطاقة:

قام مركز الخليج للأبحاث بإنشاء برنامج الطاقة في الخليج لتسخير أبحاث اقتصادات الطاقة وسياساتها لخدمة منطقة الخليج وتشجيع المشروعات التعليمية والتوعوية والاستشارية في هذا الجانب. ويحقق البرنامج أهدافه عبر الأبحاث ووسائل التعليم وتطوير الموارد البشرية والتنمية وجميع البيانات والأخبار وتبادل المعلومات. ويسعى البرنامج الذي يستمد خبرته من هيئة الباحثين والاختصاصيين العاملين في مركز الخليج للأبحاث ومن شبكة الخبراء المتخصصين في مجال الطاقة على نطاق العالم، يسعى إلى تحقيق الأنشطة الرئيسية التالية، والتي نوجزها في تسع نقاط:

• إجراء ودعم البحوث المبنية على معارف ومجالات متداخلة، والتي تتناول قضايا السياسات العامة الوطنية والإقليمية والدولية المتعلقة بإنتاج الطاقة ومعدلات استهلاكها وتجارتها وأسعارها وسياساتها والتأثير البيئي لعمليات إنتاج الطاقة وأنماط استهلاكها ونقلها.
• تقديم النصح والتوصيات للحكومات والقطاع الخاص والجهات الأخرى حول محتوى الأنظمة الاقتصادية والتنظيمية التي تُطبـَّـق على قطاع الطاقة في الخليج.
• إصدار النشرات والتقارير والأوراق البحثية والمجلات والكتب التي تركز على قضايا الطاقة ذات الصلة بالمنطقة، والتي تؤثر فيها.
• توفير منتدى تعاوني لجهات صناعة الطاقة والهيئات العامة والخبراء ووسائل الإعلام.
• رعاية برامج التدريب وحلقات النقاش لصانعي السياسات والتنفيذيين والصحفيين وغيرهم من المهتمين بقضايا الطاقة في منطقة الخليج.
• تنظيم حلقات دراسية ومؤتمرات متخصصة تركز على قضايا معينة في مجالات الطاقة.
• الاستفادة من برنامج الخليج في وسائل الإعلام وملحقاته، التابع المركز الخليج للأبحاث، في نشر الاستنتاجات التي تتوصل إليها أبحاث برنامج الطاقة في الخليج على نطاق واسع لكي يطلع عليها الجمهور والهيئات الحكومية والأجهزة التشريعية ومؤسسات الصناعة والأكاديميون المهتمون بهذا المجال.
• إنشاء وإدامة قاعدة بيانات موثوقة عن الطاقة في دول مجلس التعاون الخليجي والدول المجاورة لها.
• دعم الباحثين الأكاديميين الشباب وتشجيعهم على إجراء بحوث تتناول موضوعات الطاقة في منطقة الخليج وتنفيذ برامج أكاديمية لتعليم الطاقة عن طريق منح التدريب والزمالات والتأليف المشترك للكتب والإصدارات المتخصصة في هذا المجال.

وقد تمت صياغة برنامج الطاقة في الخليج وتوجيهه لخدمة ثلاث مجموعات رئيسية وهي: صانعو السياسات، ووسائل الإعلام، والجمهور العام. وإذا أخذنا بعين الاعتبار اتساع مجال الطاقة وتنوع المهتمين به واتساع الرقعة العالمية التي تصل إليها صادرات النفط من دول مجلس التعاون الخليجي، فقد تمت صياغة البرنامج، بحيث يضم النقاط المحورية التالية:

الطاقة في دول مجلس التعاون الخليجي

من الأهداف الرئيسية لهذا البرنامج تشجيع وتعزيز الأبحاث في أمور الطاقة المتعلقة بالدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي التي تبحث عن طرق يمكن أن تساهم بها الطاقة في التنسيق الفاعل والتكامل والترابط بين دول المجلس.

كما يركز البرنامج على التأثير البيئي لعمليات إنتاج واستهلاك الوقود الأحفوري وتحسين الكفاءة والمحافظة على الموارد. وضمن هذا البرنامج، تم إعداد قاعدة بيانات شاملة عن إنتاج واستهلاك موارد الطاقة، وأسعارها، وصادراتها، ووارداتها.

الخليج والعالم العربي

من المجالات الرئيسية الأخرى التي يركز عليها هذا البرنامج تشجيع الباحثين على استقصاء وبحث علاقات الطاقة القائمة بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي وبقية دول العالم العربي وإيران والتركيز على شؤون الطاقة داخل هذه الدول وكيفية تأثيرها في دول مجلس التعاون الخليجي. وسيتم توفير قاعدة بيانات شاملة عن تجارة الطاقة بين دول مجلس التعاون الخليجي وهذه الدول، بالإضافة إلى إنتاج الطاقة واستهلاكها وبيانات التجارة الخاصة بها في هذه الدول.

الخليج وآسيا

هناك تركيز خاص على العلاقة بين قطاعات الطاقة في دول مجلس التعاون الخليجي ودول شرق آسيا، مع التركيز على الصين، والهند، واليابان، والباكستان، وسنغافورة. وتشكل منطقة شرق آسيا أكبر سوق لنفط الخليج ولما تنتجه منطقة الخليج من الغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المسال والمنتجات البترولية. ومن المتوقع أن تزيد تجارة موارد الطاقة بين منطقة الخليج ودول شرق آسيا بقدر كبير خلال السنوات القليلة القادمة. ويتوقع الخبراء أن يأتي أضخم نمو في الطلب على النفط خلال العقدين القادمين من هذه المنطقة، وبصفة خاصة من الصين والهند. وتُعـَـد العديد من الدول الخليجية من الدول الرئيسية المساهمة في مشروعات الطاقة في هذه المنطقة. ويتوقع الخبراء أن تزيد مشاركة دول الخليج في مشروعات الطاقة في منطقة الخليج.

ويبحث برنامج الطاقة في الخليج الأساليب المختلفة للتعاون في مجال الطاقة، وهو منتدى لعقد المؤتمرات والحلقات الدراسية التي تتناول هذه الموضوعات. كما يحتفظ البرنامج بقاعدة بيانات ضخمة تضم جوانب إنتاج الطاقة واستهلاكها وأسعارها وبيانات تجارتها الخاصة بالدول الآسيوية، بالإضافة إلى باقة من الأوراق البحثية والمحاضرات والإصدارات التي تتناول موضوعات مختلفة تتعلق بشؤون الطاقة في هذه المنطقة المهمة.

الخليج وأوروبا

يبحث هذا الجانب القنوات المختلفة للتعاون في مجال الطاقة بين دول مجلس التعاون الخليجي وأوروبا بصفة عامة ودول الاتحاد الأوروبي بصفة خاصة. لقد واصلت المفوضية الأوروبية إجراء حوار في إطار الاجتماعات الوزارية بين دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي بشأن قضايا الطاقة. وتم بذل جهود كبيرة لتحسين مستوى التعاون في مجالات أمن الطاقة ومصادر الطاقة المتجددة والطاقة الإنتاجية لمصافي التكرير والتطوير الشامل لصناعة البتروكيماويات. وساهمت كل هذه القضايا في تخفيف الشعور بانعدام الأمن، وخصوصاً ما يتعلق بالفهم الأوروبي للجانب الخاص بشؤون العرض وما يتعلق بتفهم الطلب على الطاقة من الجانب الخليجي. وبالإضافة إلى القضايا المبينة فيما سبق، يوفر التركيز على أوروبا والخليج قاعدة بيانات تخص معدلات استهلاك النفط وإنتاجه وأسعاره وتفاصيل تجارته الصادرة إلى الدول الأوروبية، كما تتضمن هذه القاعدة مجموعة كبيرة من الدراسات والأوراق البحثية والمحاضرات والمراجع المتعلقة بهذا الموضوع.

الخليج وأمريكا الشمالية

هناك مجال آخر مخصص لتوضيح توجهات إنتاج الطاقة واستهلاكها وتجارتها بين أمريكا الشمالية ومنطقة الخليج. إن الولايات المتحدة هي أكبر مستهلك ومستورد للنفط في العالم، بينما تُعـَـد كندا والمكسيك من كبريات الدول المنتجة للطاقة. إن سياسة الطاقة التي تنتهجها الولايات المتحدة وسياساتها الخارجية والبيئية الأخرى قد يكون لها تأثير في صادرات النفط من دول مجلس التعاون الخليجي. ويحتفظ برنامج الطاقة في الخليج بقاعدة بيانات ضخمة عن إنتاج الطاقة ومعدلات استهلاكها وأسعارها وتجارتها في هذه الدول.

الخليج وإفريقيا

هناك مجال بارز وهو التعاون المتنامي بين منتجي النفط في دول مجلس التعاون الخليجي ومنتجيه في إفريقيا، فضلاً عن فرص الاستثمار والأسواق المحتملة لمنتجات الطاقة الصادرة من دول مجلس التعاون الخليجي. ويتوقع الخبراء أن تصبح العديد من الدول الإفريقية ضمن اللاعبين الرئيسيين في سوق الطاقة خلال العقدين القادمين، كما يتوقعون أن يزيد استهلاك الطاقة في أنحاء هذه القارة. ويركز برنامج الطاقة في الخليج على الاعتبارات الجيوسياسية للطاقة في المنطقة وكيفية تأثيرها المحتمل في دول مجلس التعاون الخليجي. ولهذا الغرض، يوفر البرنامج قاعدة بيانات عن استهلاك الطاقة وإنتاجها في المنطقة.

الخليج وآسيا الوسطى وروسيا

يركز برنامج الطاقة في الخليج أيضاً على الاعتماد المتبادل بين دول الخليج وجمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق بوصفها من المنتجين المهمين للنفط. وهنا، تركز الأبحاث على تأثير تطور قطاع النفط في هذه الدول في أسواق النفط في دول مجلس التعاون الخليجي، كما يرصد البرنامج التطورات الجيوسياسية في هذه المناطق. وكما هو الحال مع المناطق الأخرى، يحتفظ البرنامج بقاعدة بيانات عن إنتاج الطاقة واستهلاكها وتجارتها، إلى جانب مجموعة كبيرة من الأوراق البحثية والمقالات والمحاضرات والكتب المتعلقة بشؤون الطاقة في هذه المنطقة الحيوية من العالم.