الكاتب: جي جون إيكنبيري |
تاريخ النشر: يناير، 2004 1 |
الناشر: مركز الخليج للأبحاث, المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية |
نوع الإصدار: ترجمات لمختارات من إصدارات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية |
حجم الملف: 423.78 كلوبايت |
نهاية لحظة المحافظين الجدد
ر.س 7,51
ملخص: تتزايد التوقعات بقرب نهاية عهد المحافظين الجدد. لكن قبل الدخول في تحليل هذه التوقعات لا بد من استعراض الواقع السياسي الذي ساد الولايات المتحدة خلال الفترة الأخيرة. فخلال العامان الماضيان وفي أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، اجتاحت واشنطن عاصفة من الأفكار المتشددة التي أدت إلى تبني توجهات جديدة في السياسة الخارجية الأمريكية. وانطلاقاً من دافع الخوف من الإرهاب والرغبة في المخاطرة والشعور بالقوة العسكرية الأمريكية بدأ المحافظون الجدد في الدعوة إلى هيمنة أمريكية أحادية تستطيع الولايات المتحدة من خلالها حكم العالم بأجمعه على أن تتخلص بشكل تدريجي من قيود التعددية وذلك من أجل القيام بخطوات قوية تؤدي إلي توفير الحرية والديمقراطية في الدول التي تسودها قوى الشر. وكان غزو العراق هو الهدف المعلن و المحدد الذي دعا إليه أولئك المحافظين الجدد.
لكن المحافظين الجدد تبنوا أجنده مكلفة للغاية، وفشل هدفهم الاستراتيجي المتمثل في تبني نهج يمكن الولايات المتحدة من قيادة العالم. عليه يمكننا القول أنه يصعب جداً التفكير في أي حقبة أو مرحلة من مراحل تاريخ الدبلوماسية الأمريكية حدث فيها خطأ استراتيجي فادح مثل الخطأ الاستراتيجي الذي يحدث اليوم والذي تسبب في دمار وخراب كبير لموقف أمريكا على المستوى الدولي ولصورتها ومصداقيتها وعلاقاتها الأمنية إضافةً إلى تشويه صورة نواياها الطيبة تجاه الآخرين. ومن المهم القول إن كل هذا الدمار والخراب حدث خلال فترة قصيرة من الزمن ودون أن يكون هنالك مقابل لذلك.
إن الحملة الأحادية الجانب من قبل الولايات المتحدة فيما يخص مسألة الحرب ضد الإرهاب ومواجهة ما أسمته بالدول المارقة، والتي تمحورت في إطار يحدد تبعية الدول مع أو ضد تلك الحملة من خلال مقولة شهيرة أطلقتها الإدارة الأمريكية وعبرت عنها انطلاقاً من موقف الدول من السياسات الأمريكية واعتبرت أن لا خيار ثالث في تلك المواقف: ((إما معنا أو ضدنا))، لا تعتبر نوعاً من القيادة بل هي لعبة جغرافية استراتيجية ستؤدي إلى خسارة الرصيد الدولي الضخم الذي بنته الولايات المتحدة خلال الخمسين عاماً الماضية.