لماذا يتمرد البشر؟

ملخص: لماذا يتمرد البشر دراسة لظاهرة التمرد التي أثارت فضول الباحثين, فقاموا بطرح تفسيرات تبين الدوافع إلى التمرد وما يقترن بذلك من نوازع العنف.
وتتصدى الدراسة لمحاولة الإجابة عن أسئلة تتعلق باستعداد الناس مضطرين لزعزعة أركان النظام عن طريق العنف, ونجد أن الجواب يتخفى خلف الجدران النفسية والاجتماعية لدوافع العنف الجماعي. وتفحص الدراسة مفهوم “الحرمان النسبي” والمفاهيم المتفرعة عنه وارتفاع وتيرة التوقعات بالنسبة للقيم والفرق بين هذه التوقعات وتوفر الفرص لتحقيقها ودور ذلك في اندلاع العنف. وتعالج شدة الحرمان النسبي ونطاقه والعلاقة بين شدة الغضب والمتحولات النفسية والثقافية, وتحدد العمليات الاجتماعية والسياسية التي من المحتمل أن تولد حالات من السخط الشديد والواسع الانتشار. ويقدم الكتاب تحليلاً لقيم وخصائص الأنظمة الاقتصادية والعقائدية والسياسية لاسيما الاقتصادية التي يعتبرها الناس أكثر بروزاً من القيم الأخرى.
يبحث مؤلف هذا الكتاب, تيد غير, في بعض مصادر مواقف الناس الكامنة ازاء العنف وفي مصادر الأحكام الاجتماعية المتعلقة به. ويتناول بمزيد من التحليل مفهوم التوازن القسري بين الأنظمة والمعارضين, ويستنتج أن الذي يقيد تصاعد وتيرة القوة المضادة هو استنزاف موارد أحد الفريقين أو بلوغ أحدهما مرحلة تحقيق الانتصار وإبادة الخصم. وأفضل سبل النخب السياسية والمنشقين لتوطيد الدعم الاجتماعي الدائم لأي منهما يكمن في توفير أنماط من العمل والفرص المجزية والمتكافئة مع حجم المخاطر. وتُتوَّج الدراسة بخاتمة هي عبارة عن فصل تحليلي لأسباب العنف السياسي وآلياته.
لقد طرح المؤلف من خلال هذا الكتاب فرضيات بشأن دور الايديولوجيات واستخدامات العنف, وقدّم تفسيراً متقدماً لأسباب الشغب في المدن والثورات التي اندلعت في المستعمَرات. ويمثل هذا الكتاب نزعة جديدة في التحليل النفسي للعنف المدمر, وقد حقق نجاحاً كبيراً في تلخيص وشرح آخر ما تم التوصل إليه من معلومات في الدراسة المنهجية لظاهرة الثورة.