قراءة مقارنة في تأثير حربي الخليج الثانية والثالثة في أمن دول مجلس التعاون الخليجي

ملخص: يسعى هذا الكتاب لدراسة تأثير حربي الخليج الثانية والثالثة في أمن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية خلال الفترة الزمنية الممتدة من عام 1990 حتى عام 2007، من خلال عدة مؤشرات للمقارنة، هي طبيعة التحديات الأمنية، وكيفية الاستجابة الأمنية من خلال السياسات الدفاعية والاستراتيجيات الأمنية، وبنية الأمن الإقليمي في منطقة الخليج، التي صاحبت الحربين.

ويخلص الكتاب إلى أنه على الرغم من التداعيات الأمنية الخطيرة التي أفرزتها الحربان، فإن تأثير حرب الخليج الثالثة كان الأخطر؛ إذ أدت إلى تعاظم التحديات التي تواجه دول المجلس، سواء تلك النابعة من البيئة الداخلية (بروز تيارات متطرفة، وتعرض المنطقة لموجة جديدة من الإرهاب) أو النابعة من البيئة الإقليمية (انفلات الأوضاع الأمنية في العراق، وأزمة البرنامج النووي الإيراني، وتعثر جهود التسوية لعملية سلام الشرق الأوسط، إضافة إلى توتر الأوضاع في لبنان والسودان والصومال)، أو من البيئة الدولية التي أفرزت تحديات جديدة، مرتبطة بالاستراتيجية الأمريكية التي تسعى لإعادة صوغ المنطقة وهندستها، وفرض أنماط “جامدة” للإصلاح على دول المجلس.

أما عن كيفية الاستجابة الأمنية لتداعيات الحربين، فإن طريقة تعاطي دول المجلس مع حرب الخليج الثالثة تعد أكثر تعقيداً مقارنة بحرب الخليج الثانية، إذ كان عليها التكيف مع بيئة داخلية وإقليمية ودولية تتسم بالسيولة والغموض. والحصيلة، أن بنية الأمن الإقليمي الجديدة ربما لا تتوافق مع مصالح دول المجلس وحسب، بل ستضع أمنها في مفترق طرق.