الوضع الحالي في العراق وتداعياته بالنسبة لدول الخليج

ملخص: لا شك في أن حرب الخليج الثالثة التي قادت إلى الإطاحة بنظام صدام حسين والاحتلال الأمريكي ـ البريطاني للعراق تمثل منعطفاً حاسماً، ليس في تاريخ العراق الحديث فحسب، بل في تاريخ منطقة الخليج بأكملها كذلك.
فهذه الحرب تنطوي على عدد من المضاعفات، القائمة والمحتملة، على دول الخليج التي يتوجب عليها تحمل جزء من وطأة الأوضاع المتدهورة في العراق. ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى قرب دول الخليج جغرافياً من العراق، إضافة إلى مركزها البارز على الساحة النفطية على المستوى العالمي.
وفي هذا السياق فإنه ليس من المستبعد أن يعتمد مستقبل أمن واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي خصوصاً وكامل منطقة الخليج عموماً إلى حد كبير على الكيفية التي يتخذها مسار الأحداث في العراق مستقبلاً.
وبما أن الحرب في العراق لم تنتهِ كلياً بعد، لا سيما أن الأوضاع في المدن والقرى داخل العراق تزداد تعقيداً يوماً بعد آخر، فلا بد للولايات المتحدة من التفكير جدياً في الورطة الناشئة عن الحالة الراهنة في العراق. كما أن دول مجلس التعاون الخليجي بحاجة ماسة إلى صياغة رؤية مستدامة لمستقبل المنطقة، وذلك سعياً إلى وضع سياسات مناسبة قادرة على إدارة المستجدات الكثيرة التي تبلورت في عراق ما بعد صدام.
ولا بد من تأكيد أن انعدام الأمن المتزايد في العراق والمتداخل مع الأوضاع السياسية والاجتماعية الاقتصادية المتفاقمة، لا شك سيضع دول مجلس التعاون الخليجي بطريقة أو بأخرى أمام تحديات متعددة.