العمل البيئي في منطقة الخليج العربي البدايات.. التحديات.. التطلعات

ملخص: تحتاج تجربة منطقة الخليج العربي في العمل البيئي، شأن أي تجربة اقتصادية أو إنسانية عامة، إلى الرصد والتوثيق، فضلاً عن المراجعة النقدية، للتعرف إلى مواطن التميز أو القصور فيها.

تحاول هذه الدراسة الاقتراب من قراءة هذه التجربة وإعادة صفحات التاريخ القريب لتقف على بدايات العمل البيئي، أو الاهتمام بالبيئة على الأقل، على المستويين الرسمي والجماهيري في منطقة الخليج العربي.

ويثير عنوان الدراسة أكثر من دلالة، أولها طبيعة العمل البيئي، ثم تحديد نطاق الدراسة الجغرافي في حدود منطقة الخليج العربي، إضافة إلى العودة إلى الوراء قليلاً لربط مسارات المستقبل القادم ببدايات الماضي القريب ومساهمات الحاضر وتحدياته الراهنة، ولإلقاء الضوء على بعض التطلعات التي يحتاج العمل البيئي في منطقة الخليج العربي إليها.

لذا، ترصد هذه القراءة بعض أهم الإشكاليات البيئية التي تلوح في الأفق وتظهر بوضوح في منطقة الخليج العربي، مع التأكيد أن هذه الإشكاليات لا تخص منطقة الخليج وحدها بل هي موجودة بنسب مختلفة في الكثير من أرجاء العالم.

إن هذه الدراسة وهي تحتفي بتاريخ العمل البيئي في منطقة الخليج العربي فهي لا تعزل هذا التاريخ عن تحولات الحاضر التي أصابت الإنسان والمكان، وربما جعلت حركة الجغرافيا وحراك البيئة بمقوماتها الطبيعية والحضارية تسبق في أحيان كثيرة القدرة على الرصد والجمع والتحليل والوقوف على معالم هذه التحولات. لكنْ لكي نرسم هذه المعالم كان علينا العودة إلى جهود البدايات لنقارب بين حركة التاريخ والزمان وبين تحولات الجغرافيا والمكان.