الانتخابات البرلمانية اليمنية :دراسة نقدية ( دراسات يمنية – العدد الثاني )

ملخص: تتناول هذه الورقة الأنماط والأطر السياسية التي تحدد طبيعة العملية الانتخابية في اليمن. وفي هذا السياق، تم جمع كم هائل من المعلومات والبيانات من خلال إجراء حوارات متعددة مع مجموعة من الشخصيات البارزة على الساحة السياسية ومجموعة من الناشطين في مؤسسات المجتمع المدني. كما تم توزيع عدد من الاستبيانات على مجموعة من النواب البرلمانيين.

وفي هذا الإطار أجرى المؤلف شخصياً عملاً ميدانياً واسعا، وذلك خلال فترات متفرقة من الأعوام القليلة الماضية.

ففي أعقاب تحقيق الوحدة اليمنية أسهمت التطورات التي شهدها المسرح الدولي والمستجدات على مستوى ميزان القوى السياسية على الساحة الداخلية في تعزيز النظام متعدد الأحزاب. غير أن الصراع من أجل الاستحواذ على السلطة و احتكار المؤسسات الحزبية حال دون توطيد دور مؤسسة البرلمان.

وضمن سياق هذا الواقع السياسي في اليمن، تسعى هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على العملية الانتخابية، وذلك بالكشف عن الوظائف الأساسية التي يضطلع بها البرلمان. كما تعكف الدراسة على تقييم الدور الذي يلعبه البرلمان في تحديد طبيعة ومحددات الفعل السياسي في اليمن.

فالجمهورية اليمنية شهدت قيام ثلاث برلمانات منذ شهر مايو 1990. وخلال عقد التسعينيات، تأثر اليمن بجملة من الأحداث والتطورات التي تبلورت على المستويين الداخلي والدولي، مثل حرب الخليج والتي تسبب في عودة حوالي مليون عامل يمني من الدول الخليجية النفطية المجاورة. كما أن عام 1994 شهد اندلاع حرب أهلية وإطلاق برامج لإعادة هيكلة الاقتصاد اليمني. ولا شك أن هذه التطورات قد أفرزت تداعيات واسعة على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في اليمن.