الاحتلال والمقاومة في العراق – دراسة في المشروعية (دراسات عراقية- العدد الثاني )

ملخص: إن الغزو والاحتلال يُـعَـدان عملين باطلين وغير مشروعين، فإنهما حيثما يقعان لا يمثلان سوى حالة فعلية مؤقتة وليسا وضعاً قانونياً دائماً. ويتحدد دور القانون الدولي في مواجهة هاتين الحالتين بالعمل على التخفيف من وطأتهما ومنع الجرائم المصاحبة لهما وإسباغ المشروعية على مقاومتهما، وحماية أفراد تلك المقاومة سواء تمثلت في هـبّـة شعبية عفوية أو انتظمت في مقاومة مسلحة، ويوجب حماية المدنيين بحفظ حقوقهم وعدم المساس بأوضاعهم القانونية والفعلية، وبكل ما يتصل بالحياة المدنية للأشخاص والأعيان.

ولم تكن المقاومة العراقية بدعاً بين نظيراتها في ما عُرف من تاريخ الحروب، إلا في سرعة تصديها وفورية رد فعلها، حتى إن المراقب لا يكاد يلمس حداً فاصلاً بين الاحتلال الأمريكي ونشوب المقاومة المسلحة العراقية. ولذا، فإن تنازع المشروعية لم يعد قائماً حول الحرب نفسها فحسب، بل أصبح قائماً بين الاحتلال والمقاومة، أيهما مشروع وأيهما باطل؟ وبخاصة بعد أن سقطت الذرائع وأصبحت الحرب الحقيقية سجالاً بين جيش احتلال ومقاومة وطنية. هذا هو مدار البحث، وهو السؤال المركزي الذي يتعين الإجابة عنه