الإصلاح السياسي في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية

ملخص: في أعقاب حرب الخليج الثانية، وما ترتب عليها من آثار وتداعيات، بدأت دول مجلس التعاون الخليجي تتحرك ـ بدرجات متفاوتة وأشكال مختلفة ـ على طريق الإصلاح السياسي. وقد اكتسبت هذه العملية زخماً ملحوظاً في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر، التي كان من بين نتائجها حدوث تغيير في سياسة واشنطن بشأن قضية الديمقراطية في العالمين العربي والإسلامي.

وتركز هذه الدراسة على رصد وتحليل وتقييم عمليات الإصلاح السياسي في دول المجلس، وذلك من خلال التعرف على الأسباب والدوافع المحركة لهذه العمليات سواء أكانت داخلية أم خارجية، ورصد وتقييم الإجراءات الإصلاحية في كل دولة على حدة، فضلاً عن مناقشة أهم القضايا والإشكاليات المرتبطة بالإصلاح السياسي في الدول المعنية، ومن بينها: طبيعة الدولة ونمط علاقتها بالمجتمع، والثقافة السياسية السائدة، وخصوصية المجتمع المدني ومدى فاعليته، فضلاً عن التأثيرات الخارجية، الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على التطور السياسي في دول المجلس.

كما تهتم الدراسة باستشراف مستقبل الإصلاح السياسي في دول المجلس، وبخاصة في ظل تولي قيادات جديدة مقاليد الحكم في عدد من الدول، وبروز دور بعض تنظيمات المجتمع المدني في بعض الحالات، وحدوث طفرة غير مسبوقة في أسعار النفط، واستمرار تدهور الأوضاع السياسية والأمنية في العراق، والتي يمكن أن تلقى بظلالها على التطورات السياسية الداخلية في دول المجلس.