كلمة رئيس المركز
مع تزايد الاهتمام بمنطقة الخليج دوليا، وأهمية التوسع في الإلمام بقضاياه المختلفة، وتعزيز البحوث العلمية والمتوازنة حول الدول الأعضاء الست في مجلس التعاون الخليجي، وحول جيرانهم الذين يشكلون منطقة الخليج الأوسع، تم إنشاء “مركز الخليج للأبحاث” بشعاره الكبير (المعرفة للجميع)، ليكون أحد الروافد الرئيسة لتعزيز فهم أكبر حول دول مجلس التعاون الخليجي، ومعرفة التحديات التي تواجه منطقة الخليج.
على أن القوة الدافعة وراء تأسيس المركز كامن في الرغبة في تحقيق التميز في البحث والتحليل والاستشارات والتعليم، حيث يقدم “مركز الخليج للأبحاث” رؤية تحليلية شاملة ومستقلة وذات مصداقية من خلال ما يصدره من أبحاث تحليلية معمقة حول طبيعة العلاقات الخارجية لدول الخليج على صعيد الاقتصاد، والطاقة، والسياسة، والمجتمع، وكذلك أسواق العمل والهجرة، بهدف إيجاد حلول مبتكرة للعديد من التحديات الملحة في المنطقة.
يخدم هذا التوجه تعدد المكاتب الرئيسية لمركز الخليج للأبحاث، حيث يتواجد المركز وبكفاءة عالية في كل من جدة والرياض بالمملكة العربية السعودية، وجنيف بسويسرا، وبروكسل ببلجيكا، وكامبريدج بالمملكة المتحدة، علاوة على مكتب لوجستي بدبي، ومكتب بيئي بطوكيو باليابان، وهو ما جعله في وضع جيد للتفاعل وبشكل مباشر مع قضايا منطقة الخليج، ومع غيرها من القضايا والتحديات في أوروبا والعالم، ولعل اجتماع أبحاث الخليج السنوي (GRM) الذي ينظمه “مركز الخليج للأبحاث” سنويا في جامعة كامبريدج خير مثال على ذلك.
في هذا الاجتماع السنوي يتم اختيار مواضيع حلقات العمل البحثية وفقا لقدرتها على المساهمة في تطوير المؤلفات المتعلقة بالخليج وصلتها بالقضايا ذات الاهتمام الحالي والمشترك. وبهذه الطريقة، ومن خلال المناقشات المكثفة التي تشكل جزءاً من حلقات العمل البحثية الفردية، يتم وضع أفكار ومبادرات ملموسة يمكن بعد ذلك نشرها على جمهور أوسع عبر منشورات تقدم موجز قصير للسياسات، أو تعرض مقالات موسعة، أو تقوم بنشر أوراق الأبحاث المقدمة في كتب جامعة.
كما تتمثل قيمة هذا الاجتماع السنوي في حالة المشاركة الواسعة من قبل كثير من الباحثين المستقلين والعديد من المؤسسات البحثية، ويولى المركز في اجتماعه السنوي الاهتمام بتشجيع الباحثين الشباب، وبخاصة من دول مجلس التعاون الخليجي، بمن فيهم أولئك الذين يدرسون في الخارج، للمشاركة في مناقشات اجتماع أبحاث الخليج، والمشاركة في التعاون البحثي. وهو ما يسهم في تعزيز قدرات جيل المستقبل وما يمكن أن يقدموه من دور عميق خدمة لأوطانهم وزيادة في تنمية المنطقة.
أشير إلى أن “مركز الخليج للأبحاث” وطوال مسيرته البحثية قد نظم العديد من البرامج والملتقيات المهمة على الصعيد الخليجي والعربي والعالمي شرقا وغربا، وكان بعضها بالشراكة مع عديد من المنظمات الدولية الكبرى كالاتحاد الأوربي، وحلف الناتو، وغيرها، وكذلك مع عدد من الدول الراعية كألمانيا الاتحادية وغيرها.
كما تنوعت برامجه التي تصب في هدف ورؤية واحدة، فشملت الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية والبيئية وصولا إلى الثقافية والإعلامية، الذي تم إنشاءه مؤخرا إيمانا من المركز بأهمية الثقافة كقوة ناعمة، وانطلاقا من إرث ثقافي كبير تختزله دول الخليج العربية في ثنايا تاريخها المدفون.
الدكتور عبدالعزيز بن عثمان بن صقر
رئيس ومؤسس مركز الخليج للأبحاث