العلاقات الخليجية ـ المصرية: جذور الماضي ومعطيات الحاضر وآفاق المستقبل

ملخص: “في رحلتها التاريخية المديدة أنتجت العلاقات الخليجية ـ المصرية شبكة من المصالح الاقتصادية، والأهداف السياسية والاستراتيجية، والروابط الاجتماعية، والتلاقح الثقافي، من دون أن تأخد في سيرها الطويل شكلاً خطياً، أو تتوزع بالقدر والصيغة نفسيهما على دول الخليج كافةً، بل تنوعت، ودخلت منعرجات عدة، حسب مقتضيات المصالح المتبادلة، والدور المصري الإقليمي التقليدي، ثم التنافس بين مصر والسعودية.
ويمكن تقسيم تطور العلاقة بين الجانبين إلى حقب زمنية، تحدد الفواصل بينها نقلات تاريخية فارقة شهدتها مصر ودول الخليج، فرادى أو مجتمعة، كل حقبة منها سيطر عليها تصور سياسي محدد. فقبل قيام الدولة السعودية كانت مصر مركزاً إقليمياً قوياً والخليج مجرد “مجال حيوي” لها، ثم انتقلت العلاقة من “التبعية” إلى “الحرب العربية الباردة” حين وصل الخلاف بين القاهرة والرياض إلى أشده في ستينيات القرن المنصرم، لتتوافق مصر والخليج عقب هزيمة يونيو، ثم تحدث القطيعة بعد إبرام مصر معاهدة سلام مع إسرائيل، وتتطور العلاقة لتأخد حالياً شكل “الاعتماد المتبادل”، ويصبح الطرفان محل رهان مستقبلي على بقاء “كتلة عربية حية” تقف في وجه مشروع “الشرق أوسطية”.