مركز الخليج للأبحاث

الأمن الاقليمي لدول مجلس التعاون الخليجي

image_pdfimage_print
الكاتب: عبد العزيز بن عثمان بن صقر
تاريخ النشر: يونيو، 2015 25
الناشر: مركز الخليج للأبحاث
نوع الإصدار: أوراق بحثية
حجم الملف: 2,739.15 كلوبايت

ملخص: خلقت المتغيرات الإقليمية والدولية واقعاً جديداً ألقى بظلاله على الأمن الإقليمي لدول مجلس التعاون الخليجي؛ فهذه المتغيرات جعلت من دول المجلس طرفاً رئيسياً فاعلاً في المنطقة، ودفعت بها إلى واجهة القرار العربي، وبخاصة بعد انطلاقة ما سُمّي ثورات الربيع العربي التي غيّت موازين القوة في المنطقة، وجعلت من دول المجلس، وتحديدأ المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر والكويت، تتبوّأ موقع الصدارة في التعامل مع الأزمات العربية، حتى وإن كان ذلك قد فرض على هذه الدولة تقديم مساعدات اقتصادية وسياسية ودبلوماسية كبيرة لدعم الدول التي تأثرت بهذه الأحداث. ولكن على الرغم من هذه التبعات فإن دول المجلس خرجت دون أضرار مباشرة من هذه الظاهرة التي اجتاحت عدداً من الدول العربية منذ نهاية عام 2010 ، وما زالت تداعياتها مستمرة.

وإن كانت تداعيات بعض ثورات الربيع العربي تمثل أحد تحديات الأمن الإقليمي لدول مجلس التعاون الخليجي، فهناك حزمة تحديات تُعَدّ أكثر خطورة، منها: تنامي ظاهرة التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية، واستخدام القوة العسكرية في اختراق هذه الدول والعبث بأمنها الوطني؛ فبعد أن كانت إيران تمارس أسلوب التدخل في شؤون دول الجوار سراً منذ اندلاع الثورة الإسلامية عام 1979 ، أصبحت تمارسه علناً منذ سقوط نظام صدام حسين في عام 2003 ، ثم ازداد ذلك بعد أحداث الثورات العربية، وهي تهدف بذلك إلى إحداث تغييرات في موازين القوة الإقليمية. وفي سبيل تحقيق ذلك، تساوم طهران القوى الكبرى بالبرنامج النووي على زيادة نفوذها في المنطقة، ويقابل ذلك حالة من التذبذب في السياسة الأمريكية، وتوجُّه واشنطن نحو تحول جيو استراتيجي، أي الاتجاه شرقاً نحو الصين وما حولها على حساب منطقة الخليج، مما يعني حدوث فراغ استراتيجي وعسكري وأمني يثير مخاوف دول الخليج التي اهتزّت ثقتها في واشنطن بعد ثورات الربيع العربي، حيث تنكرت الولايات المتحدة لحلفائها التقليديين.

وهناك تحديات أمنية لا تقلّ ضراوة، منها: التنظيمات الإرهابية المسلّحة، وبينها تنظيم داعش وجبهة النصرة وبقية التنظيمات الأخرى التي لها دور ونفوذ في دول، مثل العراق وسوريا وليبيا، ناهيك عن تعكّر صفو الأمن المصري. ويزداد الوضع خطورة في اليمن، حيث فتحت جماعة الحوثي جبهة خطيرة للصراع على حدود دول مجلس التعاون الخليجي، لأنها ميليشيات مسلحة عقائدية، تمثل رأس حربة لإيران، واستولت على مقاليد الحكم بالقوة، وتهدّد الاستقرار والسلم الإقليميين. لذلك فإنه لا مناص من الاتحاد بين دول مجلس التعاون الخليجي لمواجهة هذه التحديات الخطيرة.

Scroll to Top