يشهد قطاع الطاقة العالمي تحّولات مفصلية، حيث يبرز الغاز الطبيعي كأحد المصادر الرئيسية للطاقة حتى المُستقبل المنظور، مؤديًا دورًا جوهريًا في مسيرة الإنتقال نحو التنمية المُستدامة. وتُتيح هذه التطورات لصناعة الغاز العالمية فُرصة إستثنائية لتلبية الطلب المُتزايد على الطاقة والتي كانت، ومن المرجح أن تظل، قضية رئيسية على أجندات صُناع القرار في العالم في المُستقبل المنظور، مع التأكيد على خصائصه كونه وقودًا نظيفًا وآمنًا وموثوقًا وبالتالي فهو الوقود الإنتقالي بأمتياز. ومع ذلك، يفرُض هذا الدور المُتنامي تحدّيات جمة على صناعة الغاز، وفي مُقدمتها الوفاء بإلتزاماتها البيئية والُمجتمعية في ظل الطلب المُتصاعد.
ويحتضن الخليج إحتياطيات هائلة مؤكدة من الغاز الطبيعي بلغت تقديراتها 82,173 مليار متر مُكعب في مطلع عام 2024. ويُمثل هذا الرقم أكثر من 40% من إجمالي الإحتياطيات العالمية، في حين أن عدد سُكان المنطقة لا يتجاوز 4% من سُكان العالم. وقد بلغ مُتوسط نسبة الإحتياطيات إلى الإنتاج في الخليج عام 2023 مُستوىً مُرتفعاً للغاية، إذ يكفي لتغطية إستهلاك العالم الحالي لمدة 120 عامًا تقريبًا، مُقارنة بمُتوسط عالمي يبلغ حوالي 51 عامًا.
ولا تقتصر ثروة منطقة الخليج على إحتياطياتها الهائلة من الغاز التقليدي، بل تمتد لتشمل موارد واعدة من الغاز غير التقليدي (ومنها غاز الفحم الحجري والغاز المحكم، وخاصة الغاز الصخري) والتي تُقدر بحوالي 7% من إجمالي الإحتياطيات العالمية في عام 2024، مما يفتح آفاقًا واسعة للتنمية المُستقبلية.
وعلى الرغم من الإمكانات الهائلة التي يزخر بها الخليج في مجال الغاز الطبيعي، إلا أن الجهود المبذولة لإستغلال هذه الإحتياطيات لا تزال محدودة. فمُقارنة بحجم الإحتياطيات والقدرات الكامنة، يبقى إنتاج الغاز في المنطقة ضعيفاً، حيث يُمثل حوالي 17% فقط من إجمالي الإنتاج العالمي في عام 2023.
ويركّز تقرير “الغاز الطبيعي من الخليج إلى العالم” على عدد من المحاور الرئيسة، من أبرزها:
- الغاز الطبيعي وإستخدامه في التحّول العالمي في مجال الطاقة
- إحتياطيات وموارد الغاز الطبيعي في منطقة الخليج
- إنتاج الغاز الطبيعي في منطقة الخليج
- إستهلاك الغاز الطبيعي في منطقة الخليج
- صادرات الغاز الطبيعي من منطقة الخليج والتحديات التى تواجه الدول المصدرة
- تصدير الغاز الطبيعي من منطقة الخليج في صورة هيدروجين أزرق، المستقبل والتحديات