يرى الدكتور عبد العزيز بن صقر “إن الزيارة جاءت في لحظة مفصلية. فهي تقود ملفات إقليمية كبرى في فلسطين واليمن وسوريا ولبنان والسودان، وتواجه تصعيدًا مستمرًا بين إسرائيل وطهران، وفي الوقت نفسه تواصل مشروعها الطموح للتحول الوطني وفق رؤية 2030. ولذلك، فإن العلاقة مع واشنطن تكتسب طابعًا مهمًا وحذرًا في الوقت نفسه”.
يقول الدكتور عبد العزيز بن صقر: “إن السعودية تنظر لتحالفها مع واشنطن كعامل توازن لا كضمان دائم، وهذا يدفعها لتنويع شركائها من دون التفريط في العلاقة التقليدية”.
يوضح الدكتور عبد العزيز بن صقر أن بلاده خلال السنوات الماضية “رسخت مبدأ الحياد والتوازن في سياستها الخارجية خدمة لمصالح أمنها القومي، وحددت مواقفها وثوابت سياساتها التي تخضع للمراجعة والتقييم الدوري، بخاصة تجاه الملفات الأساسية الإقليمية والدولية المطروحة، أمثال ملف الصراع في فلسطين واليمن وأوكرانيا والعلاقة بالصين وروسيا والخلاف مع إيران وغيرها”.
يشير الدكتور عبد العزيز بن صقر إلى أن زيارة الرئيس الاميركي إلى الرياض هذه المرة في جانبها الثنائي “ستركز على بعد التعاون الاقتصادي ومشاريع الاستثمار المشترك، فالبعد الاقتصادي – الاستثماري يشكل أحد الاهتمامات الرئيسية للإدارة الأميركية الراهنة، وهناك وعود سعودية بالتعاون بهذا البعد خدمة لمصالح الاقتصاد السعودي”.
يرى الدكتور عبد العزيز بن صقر “أن المملكة ستكون مستعدة لمناقشة الملفات الاستراتيجية وتعتبر زيارة الرئيس الأميركي فرصة مهمة لتوضيح أسس مواقفها السياسية”، مشيرًا إلى أن اتجاه ترامب بحد ذاته إلى السعودية كأول وجهة خارجية له “له مغزى خاص يعكس رغبة البلدين باستمرارية وتعميق تحالفهما التاريخي، ويسعى الطرفان إلى المحافظة على هذا التحالف التاريخي وتنميته، على رغم وجود مواقف مختلفة لدى طرفي التحالف اتجاه ملفات إقليمية ودولية. وهو أمر طبيعي لاختلاف الظروف والحسابات الاستراتيجية لكل طرف”. وفقًا للدكتور عبد العزيز بن صقر فإن إيران وإسرائيل تراقبان باهتمام وحذر ما تنجم عنه الزيارة “ذات المغزى”.