مركز الخليج للأبحاث

إحصائيات وارقام في خطاب الرئيس الروسي بوتين خلال الدروة 26 لمنتدى سانت بطرسبورغ الاقتصادي الدولي

image_pdfimage_print

خلال الدورة 26 لمنتدى سانت بطرسبورغ الاقتصادي الدولي استمع المشاركون من 130 دولة وفي مقدمتهم الرئيس الجزائري لخطاب طويل للرئيس الروسي بوتين بلغ أكثر من 10,000 كلمة تضمناً شرحاً مفصلاً عن حالة الاقتصاد الروسي وقدرته على التكييف مع العقوبات الغربية. الخطاب تضمن كماً كبيراً من الأرقام والاحصائيات تعكس تطوراً في كافة المجالات الاقتصادية وتبعث برسالة واحدة بأن العقوبات الغربية كانت نعمة ساقها الله لروسيا لتعتمد على قدراتها الذاتية وتحفز شعبها لابتكار الحلول وتحويل التحديات إلى فرص من بين المؤشرات التي تضمنها خطاب بوتين: ارتفاع الناتج المحلي الاجمالي في شهر ابريل ٣.٣٪ و الإيرادات غير النفطية والغاز ٩٪ ونما الانتاج الزراعي ١٠٪ وتجارة التصنيع والتجزئة ٢.٩٪ وزاد إقراض الشركات ١٤٪ والاقراض الاستهلاكي ٩.٥٪ ونمت الرهون العقارية ١٨٪ ونما قطاع البناء ٧.٤٪ وتقدم رواد الأعمال الروس بتسعين الف طلب لعلامة تجارية جديدة كما زادت السياحة الداخلية ١٦٪ ووصلت البطالة إلى ادنى مستوى لها في تاريخ روسيا ٣.٣٪ وارتفع الحد الأدنى للأجور ٦.٣٪ وتم انتشال ١.٧ مليون شخص من الفقر، وتمديد ٣٠٠٠ كم من خطوط الاتصالات الحديثة. لاشك أن هذه الأرقام الايجابية ملفتة بالنظر إلى حجم العقوبات المفروضة على روسيا والتي تعد أكبر عقوبات في التاريخ وتقدر ب ١٣٠٠٠ ألف عقوبة وتشمل كافة القطاعات، إضافة إلى وقف الاستثمارات الغربية (تشمل اليابان وكوريا) وخروج الشركات الكبرى وفقد الاسواق التقليدية والحرمان من التقنية الدقيقة؟ تكرار بوتين لهذه الارقام والاحصائيات حتى في اللقاءات الخاصة مع المسؤولين الروس تعني أنها ليست لمجرد الاستهلاك الداخلي أو حتى الخارجي بل تعبر عن قناعة راسخة. وهذا يشير إلى أحد احتمالين: أنها أرقام غير صحيحة وهذه مسألة خطيرة، أو أنها صحيحة وهذه تنافي المنطق. إذا كانت هذه الارقام غير صحيحة فهي تشير إلى عزلة الرئيس بوتين وأنه يتلقى معلومات من أجهزته الحكومية التي توفر له ما يرضيه ويود سماعه، وخطورة هذا الأمر أنها قد تتكرر حتى في فيما يتعلق بالوضع العسكري، وتجعله يستمر في بناء قراراته على معلومات غير صحيحة. أما إذا كانت الأرقام صحيحة فهي تتناقض مع المنطق حيث جعلت العلاقة #طردية بين العقوبات والتطور الاقتصادي والتنموي في روسيا بدلاً من أن تكون عكسية؛ فكلما زادت العقوبات تحسن الاقتصاد، وفي هذا درس ثوري على الدول الاستفادة منه بأن تحرص أن تقع تحت طائلة العقوبات لتحقيق النمو والتقدم! أن تكون العقوبات سبباً لنمو وتحسن الاقتصاد وتحفيز التنمية كما يقول بوتين، فهذا أمر محير ولن نجد له من تفسير سوى في مقولة تشرتشل الشهيرة:- أن “روسيا لغز، يلفّه الغموض، داخل أحجية”. اجتمع بوتين يوم السبت مع عدد من الزعماء الافارقة الذين قدموا مبادرة لانهاء الحرب في اوكرانيا تتكون من 10 بنود من ضمنها خفض التصعيد وتوفير ضمانات أمنية لطرفي الصراع. بوتين عرض على الزعماء ما وصفه بمسودة اتفاق لإنهاء الحرب وافق عليها زيلينسكي، إلا أنه تخلى عنها تحت ضغوط غربية. الوفد المكون من زعماء من السنغال وزامبيا وجنوب أفريقيا وجزر القمر ورئيس وزراء مصر التقى قبل ذلك زيلينسكي الذي أخبر الوفد بعدم إمكانية إجراء محادثات سلام مع روسيا إلا بعد سحب موسكو لقواتها من الأراضي التي تسيطر عليها. وفي اطار تقديم المبادرات تلاشت اخبار المبادرة التي قدمتها اندنوسيا التي تضمنت بنوداً شملت وقف إطلاق النار ونشر قوات افضل بين المتحاربين واجراء استفتاء في المناطق المتنازع عليها واعتبرتها اوكرانيا خطة روسية استمرار فشل هذه المبادرات واحدة تلو الأخرى ابتداء بالمبادرة التركية مروراً بالصينية والاندنوسية وربما الآن المبادرة الافريقيه لها دلالات مهمه بأن نجاح أي مبادرة لانهاء أي صراع لا يقتصر على مضمونها بل على توفر شروط قبولها والقدرة في التأثير على كافة الأطراف.

Scroll to Top