ينظم مركز الخليج لأبحاث منتدي بعنوان :”منتدى الخليج 2011: الخليج والعالم”
نوع الفعالية: منتدى
التاريخ : 4-5ديسمبر، 2011
الموقع: الرياض ـ المملكة العربية السعودية
تنفرد منطقة الخليج حالياً باهتمام عالمي خاصّ عندما يتعلق الأمر بالهواجس المرتبطة بالأمن والاستقرار العالمييْن. ولا تتصدّر أي منطقة أخرى في العالم عناوين الصحف ونشرات الأخبار مثل هذه المنطقة التي تشتمل على الدول الستّ الأعضاء بمجلس التّعاون الخليجي (البحرين والكويت وعمان وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة)، بالإضافة إلى إيران والعراق واليمن، وذلك بسبب قضاياها الاقليمية الشائكة وتفاعلاتها مع محيطها المتمثّل بآسيا الوسطى وجنوب آسيا ـ لا سيما أفغانستان وباكستان، ومنطقة الشرق الأوسط الكبير التي تعاني أيضاً من الصراع العربي ـ الاسرائيلي المزمن.
وفي جميع الأحوال، سيبقى هذا الاهتمام منصباَ على منطقة الخليج خلال السنوات المقبلة. فالعراق يواصل كفاحه من أجل توفير بيئة سياسية محلية أكثر استقراراً، بينما ينطوي الخلاف الدائر حول برنامج إيران النووي على احتمال نشوب نزاع مسلّح آخر. كما أنّ دائرة عدم الاستقرار التي تحيط بمنطقة الخليج وتمتدّ من فلسطين إلى أفغانستان وباكستان واليمن والصومال ومصر، تنطوي أيضاً على تداعيات اقليمية وعالمية محتملة. ويُعزى سبب استمرار هذا الاهتمام إلى حقيقة أنّ منطقة الخليج بأطرافها الاقليمية الفاعلة (دول المجلس الست وإيران والعراق واليمن) تتفاعل مع محيطها الاقليمي الواسع (أفغانستان وباكستان والهند وسوريا وتركيا وإسرائيل والصومال) والمجتمع الدولي ككل (الولايات المتّحدة وأوروبا وروسيا والدول الآسيوية على نحو متزايد، لا سيما الصين واليابان)، في إطار نظام تفاعلي معقّد تتعارض وتتقاطع فيه مصالح العديد من الأطراف الاقليمية والدولية. علاوة على ذلك، يتأثّر أمن منطقة الخليج بمجموعة كبيرة من العوامل المتداخلة والمعقّدة، مثل الهواجس المرتبطة بأمن الطاقة والإرهاب وانتشار الأسلحة النووية والنزاعات الحدودية والتطور السياسي والتعليم وحقوق الانسان وتغيّر مناخ … إلخ.
وفي ظلّ هذه البيئة المركّبة، سعت دول المجلس خلال السنوات الأخيرة إلى الاضطلاع بدور فاعل هدفه دعم سياسة الحوار والتعاون التي قد تصلح، في النهاية، كقاعدة لتطوير علاقات أمنية أقوى وأفضل تنظيماً بين القوى الاقليمية ومع الأطراف الخارجية الفاعلة في المنطقة. فبعد الحرب التي قادتها الولايات المتحدة ضدّ العراق في عام 2003، اضطّرت دول المجلس إلى الاعتراف بأنّ اعتمادها شبه الحصري على الولايات المتّحدة كضامن وحيد لأمن منطقة الخليج، لم يجعل هذه المنطقة أكثر أمناً. وبدلاً من ذلك، بقيت مجموعة من العلاقات العدائية التي بالكاد سُمع فيها الصوت الخليجي العربي، والتي لم تعترف إلا نادراً بالمصالح الوطنية لدول المجلس .
وبفضل موقعها المتميز في أسواق الطاقة العالمية ولكونها مدعومةً بالفوائض الكبيرة في ميزانياتها التي أدّت منذ عام 2003، تحديداً، إلى نمو تراكمي كبير في مجلس التعاون الخليجي، بادرت دول الخليج العربية إلى التفاعل مع جميع أنحاء العالم على نحو غير مسبوق، وذلك في محاولة منها لاستكشاف علاقات جديدة وإيجاد آليات مختلفة قادرة على تعزيز استقرار منطقة الخليج. وتمثّلت إحدى نتائج هذا التحول بحقيقة أنّ دول المجلس أخذت زمام المبادرة بشأن انخراطها مع بقيّة دول العالم، بدلاً من أنْ تُنفّذ سياسات تفرض عليها من الخارج. ليس هذا وحسب، بل إنّ الأهمية الاقتصادية المتزايدة لهذه المنطقة، لا سيما بالنسبة للاقتصاد العالمي في أعقاب الأزمة المالية العالمية، عزّزت اهتمام القوى العالمية المختلفة بقضايا أمن الخليج. كما أنّ شبه الجزيرة العربية التي تقع عند منتصف الممرات البحرية التي تصل بين أوروبا وآسيا وإفريقيا ليست مجرّد نقطة تتقاطع فيها ممرات التجارة العالمية وحسب، بل هي أيضاً منطقةٌ ذات تداعيات جيو ـ سياسية وجيو ـ استراتيجية واسعة النطاق.
وبهدف التوصّل إلى فهم شامل ومتعمّق للتفاعلات المعقّدة التي تحكم التطورات الاقليمية والعالمية، سيُبرز “منتدى الخليج 2011: الخليج والعالم” مختلف التحديات القائمة وسيُحدّد الاستراتيجيات التي ينبغي على دول المجلس أنْ تنتهجها لكي تُحقق مصالحها وتتمكّن من حشد مزيد من الجهود المنسقة، لضمان أمن واستقرار منطقة الخليج. كما أن انعقاد المنتدى في ظل هذه الظروف إنما يؤكد على أهمية “منتدى الخليج 2011” بالنسبة لجميع الأطراف المعنية بمستقبل منطقة الخليج، لأنه سيسهّل عليها رسم سياساتها ذات العلاقة وتحديد كيف يمكنها أن تساهم في إخراج هذه المنطقة، من دوامة النزاعات التي تعصف بها.
جلسات المنتدى
اليوم الأول:
الجلسة الأولى : دور دول مجلس التعاون الخليجي في مشهد عالمي متغير
… تتناول هذه الجلسة بالرصد والتحليل السياسات التي تنتهجها دول مجلس التعاون لمواجهة التحديات السياسية والاجتماعية الجديدة والطارئة، ورؤيتها للاندماج والتعاون الإقليمي في ظل ظهور مصادر تهديد غير تقليدية للأمن الإقليمي .
وتشهد هذه الجلسة مناقشة سياسات دول المجلس للتعايش والتكيف مع العولمة وتبعاتها والجهود التي تبذلها هذه الدول لتحقيق التنمية المستدامة بما يجعل مجتمعاتها قادرة على التفاعل والتعايش مع المستجدات … ويأتي ذلك على ضوء تغير المشهد السياسي والاقتصادي العالمي ، وما سيطرأ عليه من متغيرات وتحولات مستقبلية خصوصاً فيما يتعلق بإعادة توزيع مراكز القوى ، والدور الذي يمكن أن تلعبه القوى القوي التقليدية والناشئة ، وبما يحقق متطلبات المصالح الوطنية لدول المجلس واضطلاعها بدور أكثر تأثيراً واتساعاً على الساحة العالمية.
الجلسة الثانية : التفاعل مع التطورات الأمنية الإقليمية
… تركز هذه الجلسة على رصد التحولات والتطورات التي طرأت على الوضع الأمني في منطقة الخليج ، وتحسب دول المجلس واستعدادها لمواجهة إمكانية تحول منطقة الخليج إلى منطقة نووية، ومناقشة الدور الذي تلعبه إيران في المنطقة وما تسعى إليه مستقبلاً ومساعيها لامتلاك برنامجاً نووياً غامض التوجهات ، والتطورات الأمنية في العراق، اليمن، أفغانستان، وباكستان، إضافة إلى تعثر العملية السلمية لحل الصراع العربي ـ الإسرائيلي ، مع التركيز على دور الدبلوماسية الخليجية للتعامل مع هذه التحديات والقضايا.
الجلسة الثالثة: التحولات في مراكز القوى العالمية ودور القوى التقليدية
… تسلط هذه الجلسة الضوء على تبعات التغييرات التي طرأت والمحتملة في مراكز القوى العالمية ، والدور الذي ستلعبه في المستقبل القوى التقليدية في منطقة الخليج ، وتأثير هذه التغييرات على أمن واستقرار المنطقة ، كما تناقش مستقبل الدور الأمريكي ومدى استمراره أو تراجعه ، وبدائل هذا الدور ، وبحث مدى مقدرة الاتحاد الأوروبي على ملء الفراغ في حال غياب أو تراجع الدور الأمريكي ، ومناقشة أيضا طبيعة وأهمية الدور المحتمل لروسيا ، الأمم المتحدة، وحلف الناتو في تعزيز أمن الخليج. وذلك على ضوء التحولات التي طرأت على المشهد السياسي والاقتصادي العالمي منذ بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين .
اليوم الثاني:
الجلسة الرابعة: المتغيرات العالمية ودور القوى الناشئة
… ترصد هذه الجلسة سياسات دول مجلس التعاون الخليجي العربية تجاه المتغيرات العالمية والقوى الناشئة التي سيكون لها دور مهم على الساحة الدولية مستقبلاً بما في ذلك التأثير على أمن منطقة الخليج.
فمن المعروف أن منطقة الخليج تقع عند تقاطع قارات آسيا، أوروبا، وإفريقيا الأمر الذي يكسبها أهمية إستراتيجية، إضافة إلى ما تملكه من ثروات طبيعية ،وفي ظل احتفاظ الولايات المتحدة الأمريكية بالملف الأمني في المنطقة ، بينما أصبح من المؤكد أن هناك دولاً أخرى ناشئة تسعى لإيجاد موطئ قدم لها في منطقة الخليج بطرق ووسائل غير مسبوقة ، ومن هذه الدول الصين ، الهند ، ودول أمريكا اللاتينية ، في الوقت ينمو الدور التركي باضطراد في منطقة الشرق الأوسط والخليج.
الجلسة الخامسة: استشراف مستقبل الطاقة العالمية
… تبحث هذه الجلسة مستقبل الطاقة ( النفط والغاز) وما يمكن أن يحمله المستقبل للطاقة التي تعد العنصر الأساسي والمكون الأهم لاقتصاديات دول مجلس التعاون الخليجي.
وعلى الرغم من استمرار النفط والغاز كمصدر أساسي للطلقة على مستوى العالم ، إلا أن هناك تحديات ليست بسيطة تواجه هذا القطاع ومنها عودة العراق إلى الأسواق العالمية كأحد أكبر الدول المنتجة للنفط ، التوسع في استخدام الطاقة البديلة أو الجديدة والمتجددة ، مثل المحطات النووية، و الطاقة المستخرجة بواسطة الرياح وغير ذلك ، إضافة إلى الحديث عن التلوث النفطي وتأثيره على ارتفاع درجة حرارة الكون ، وما يتبع ذلك من فرض ضرائب على استخدام النفط كمصدر للطاقة في الغرب .
الجلسة السادسة: المحافظة على النمو الاقتصادي في ظل الأوضاع الاقتصادية غير المستقرة
… تتناول هذه الجلسة أفضل الوسائل من أجل استغلال الفرص المتاحة في الاقتصاديات الناشئة ، وتأثير ذلك على الاقتصاديات الأخرى ذات العلاقة باقتصاديات دول الخليج . انطلاقا من المكاسب التي حققتها الاقتصاديات الخليجية مؤخراً وصعودها على الساحة العالمية مما أدى إلى زيادة أهمية الدور الذي تلعبه دول الخليج في التأثير على الاقتصاد العالمي.
وسوف تناقش هذه الجلسة أيضا القضايا ذات الصلة بالقضايا الاقتصادية مثل الحوكمة، الشفافية ، مستقبل الأعمال المصرفية، دور وحجم دول الخليج في التجارة العالمية ، وقضايا الأمن الغذائي ونقص الغذاء على المستوى العالمي .
الجلسة السابعة: استشراف آفاق المستقبل
… تهدف الجلسة السابعة والأخيرة إلى استخلاص أهم النتائج التي تمخضت عن المناقشات في الجلسات الست السابقة، وصياغتها في إطار توصيات عملية قابلة للتنفيذ ، مع التركيز على القضايا المستقبلية التي ستتحكم في المشهد العالمي خلال السنوات القليلة المقبلة ، خصوصاً تلك التي ترتبط بتحديد علاقات دول الخليج مع بقية دول العالم.