مؤتمر مشترك برعاية مركز الخليج للأبحاث و قسم الدبلوماسية العامة في حلف شمالي الأطلسي بعنوان:تعزيز التعاون وتوطيد العلاقات الخليجية ـ الأطلسية في إطار مبادرة اسطنبول للتعاون
نوع الفعالية: مؤتمر
التاريخ: 26 سبتمبر، 2005
الموقع: فندق جميرا بيتش، دبي ـ الإمارات العربية المتحدة
مقدمة:
يعتزم مركز الخليج للأبحاث وقسم الدبلوماسية العامة في منظمة حلف شمالي الأطلسي (الناتو) استضافة مؤتمر متخصص لمدة يوم واحد تتمحور فعالياته حول موضوع “تعزيز التعاون وتوطيد العلاقات الخليجية ـ الأطلسية في إطار مبادرة اسطنبول للتعاون”. ومن المرتقب أن ينعقد المؤتمر في السادس والعشرين من سبتمبر 2005، بدبي، دولة الإمارات العربية المتحدة. يُشار إلى أن المشاركة في فعاليات المؤتمر تقتصر على المدعوين فقط.
يُذكر في هذا الإطار أن حلف الناتو وبعد أن اتخذ قراراً يقضي بتبني مبادرة اسطنبول للتعاون الصادرة في يونيو 2004, أكد عزمه على العمل مع الدول المهتمة بهذه المبادرة في منطقة الشرق الأوسط، بدءاً بدول مجلس التعاون الخليجي, وذلك بهدف دفع العلاقات الثنائية القائمة على المصالح المتبادلة بين الطرفين، الأمر الذي سيؤدي إلى تعزيز ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة.
ويهدف هذا المؤتمر إلى التعرف على الإمكانيات والجوانب العملية لعلاقات التعاون بين الطرفين ومناقشة سبل وآليات تعزيز ورفع مستوى العلاقات بين حلف الناتو ودول مجلس التعاون الخليجي.
وإلى جانب مجموعة من أوراق البحث القيّمة التي سيقدمها عدد من المتخصصين من منظمة حلف الناتو ودول مجلس التعاون الخليجي، من المرتقب أن يشارك في فعاليات المؤتمر عدد من الدبلوماسيين المرموقين من دول مجلس التعاون الخليجي ومن حلف الناتو، الأمر الذي من شأنه أن يساهم بشكل ملموس في عرض ومناقشة رؤية معمقة تتعلق بدور الناتو المحتمل في الشؤون الأمنية لمنطقة الخليج.
الكلمة الافتتاحية
عبد العزيز بن عثمان بن صقر
رئيس مركز الخليج للأبحاث
أصحابَ السعادة
السيدات والسادة
أيها الحضورُ الكريم
أرجو أن تسمحوا لي في البداية بأن أرحبَ أجملَ ترحيبٍ بجميع المشاركين والحضور الذي نلتقي بهم اليوم في هذا المؤتمر المهم الذي ينظمه مركز الخليج للأبحاث وقسمُ الدبلوماسية العامة في منظمة حلف شمالي الأطلسي حول العلاقات بين حلف شمالي الأطلسي ودول مجلس التعاون الخليجي في إطار مبادرة اسطنبول للتعاون. ويسرني على وجه الخصوص أن يكون معنا اليوم سعادةُ السيد فورنيه والدكتور ألبرتو بن والسيد نيكولا دي سانتيس من مقر قيادة حلف شمالي الأطلسي في بروكسل، بعد تفضل الحلف بالموافقة على رعاية هذا الحدث بالتعاون مع مركز الخليج للأبحاث، وبعد أن عـبّـرَ الحلف خلال العام الماضي عن اهتمامِـه العميق بتوفيرِ منتدى يتيحُ فرصةً لمناقشةِ وتوضيحِ سياساتِ حلفِ شمالي الأطلسي، وخصوصاً برامـجَـه الخاصة بدولِ مجلسِ التعاون الخليجي. ولا بدَّ لي من أن أشكرَهم على تعاونهم الكبير، كما أرحبُ بهم ترحيباً خاصاً هنا في دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة.
لقد قام مركزُ الخليج للأبحاث، خلال العام الماضي بعددٍ من المبادراتِ لتعزيزِ علاقـتِـه مع حلفِ شمالي الأطلسي. وفي الواقع، فإنه قبلَ عامٍ واحدٍ على وجه التحديد، حظينا باستقبالِ السفير ريزو نائبِ الأمينِ العام لحلفِ شمالي الأطلسي في سبتمبر 2004 في مناقشةٍ على شكلِ مائدةٍ مستديرة بالتزامنِ مع المحادثاتِ التمهيديةِ التي أجراها الأمينُ العام للحلفِ مع حكوماتِ دولِ الخليجِ بشأنِ مبادرةِ اسطنبول للتعاونِ والاقتراحِ الذي قدمهُ حلفُ شمالي الأطلسي بإقامةِ علاقةِ موسعةٍ بين الطرفين. وقبلَ ثلاثةِ أسابيعَ فقط، قام مركزُ الخليج للأبحاث ضمن برنامجِ القياداتِ التنفيذيةِ الخاصِ بالمؤسساتِ الأوروبيةِ باصطحابِ مجموعةٍ مكونةٍ من خمسةٍ وعشرينَ من الاختصاصيين الخليجيين والعاملين في حقلِ السياساتِ العامةِ لزيارةِ مقرِ قيادةِ حلفِ شمالي الأطلسي والاستماعِ إلى تعريفٍ من السفيرِ ريزو نائبِ الأمينِ العام للحلف، والسيد نيكولا دي سانتيس والسفيرِ الأمريكي المعتمدِ لدى الحلف فيكتوريا نولاند. ومرة أخرى، نشكرهم على تعاونهم، وقد استمتعنا بزيارتـِـنـا وتعـرُّفـِـنـا على مقرِ حلفِ شمالي الأطلسي، وكانت هذه اللقاءاتُ ذاتَ فائدة.
ومنذ إعلان حلفِ شمالي الأطلسي عن مبادرةِ اسطنبول للتعاون وإبداءِ رغبتِه في توسيعِ نطاقِ تعاونِه ليشملَ منطقةَ الشرقِ الأوسطِ وعلى وجه الخصوص منطقةَ الخليج، مضى الحلفُ في هذا الاتجاهِ بوتيرةٍ سريعةٍ نسبياً وتمكنَ من توقيعِ اتفاقياتٍ تحت مظلةِ مبادرةِ اسطنبول للتعاون مع أربعٍ من دولِ مجلس التعاون الخليجي الست، وهذه الدولُ هي البحرين والكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة.
وتتواصلُ المناقشاتُ مع سلطنةِ عُمان والمملكةِ العربيةِ السعودية، ومن المرجحِ أن تصلَ إلى اتفاقٍ إيجابي خلال وقتٍ قصير. وهذا تطورٌ يلقى كلَّ ترحيب، حيثُ إنَّ من شأنِ مثلِ هذا الدورِ الموسعِ لحلفِ شمالي الأطلسي في منطقةِ الخليج أن يساهمَ في تعزيزِ الأمنِ والاستقرارِ بالمنطقة.
وفي الوقتِ نفسه، لا يزالُ هناك الكثيرُ من الخلطِ والغموضِ حولَ أهدافِ واهتماماتِ حلفِ شمالي الأطلسي. وبصفةٍ خاصةٍ في ما يتعلقُ برأيِ عامةِ الناس، حيث هناك قدرٌ محدودٌ من الفهمِ لما تعنيه مبادرةُ اسطنبول للتعاون وما هو الهدفُ الحقيقيُ لهذهِ المبادرة. وللتغلبِ على نقصِ المعلوماتِ في هذا الخصوصِ وتوضيحِ أهدافِ حلفِ شمالي الأطلسي بهذا الصدد، اتفقنا على عقدِ هذا المؤتمرِ المشتركِ لكي نُـطْـلِـعَ شعوبَ منطقةِ الخليجِ على هذه المبادرةِ المهمةِ ولكي يتمكنَ حلفُ شمالي الأطلسي نفسُه من تعريـفِـنـا بدورِه المنتظرِ والمتوقعِ في المستقبلِ القريب.
إن التغلبَ على المفاهيمِ السائدةِ سيكونُ مهماً إذا أراد حلفُ شمالي الأطلسي جعلَ مبادرةِ اسطنبول للتعاون عنصراً رئيسياً ضمنَ حوارٍ أمنـيٍ شاملٍ وموسعٍ بصورةٍ أكبر. وفي هذا السياق، من المهم أن نبدأ بمحاولةِ فهمِ محتوى حلفِ شمالي الأطلسي بوصفه منظمةً وأن نتعرفَ على العلاقةِ بين حلفِ شمالي الأطلسي والولاياتِ المتحدة وبقيةِ الدولِ الأعضاء، وأن نفهمَ بصورةٍ أفضلَ العناصرَ المختلفةَ التي تتكونُ منها مبادرةُ اسطنبول للتعاون. ولا يكفي هنا أن نذكرَ أن مبادرةَ حلفِ شمالي الأطلسي هي مجردُ مبادرةٍ تستطيعُ كلُ دولةٍ مشاركةٍ فيها أن تحددَ حجمَ ومعدلَ مشاركتَها فيها، بل يجب أن تكونَ المنطقةُ نفسُها على إلمامٍ تامٍ بطبيعةِ الأدوارِ والقضايا التي يهتمُ بها الحلف، مثل تحسين أمنِ الحدودِ ومكافحةِ الإرهابِ الدولي والتوجهِ نحوَ قدرٍ أكبرَ من العملِ المشتركِ ضمنَ التعاونِ في المجالِ العسكري بين الجانبين، أو العملِ ضد انتشارِ أسلحةِ الدمارِ الشاملِ وكيفيةِ تنفيذِ مثلِ هذا التعاون. وإجمالاً، هناك حاجةٌ إلى تعريفٍ أفضلَ للطبيعةِ الحقيقيةِ ومدى العلاقةِ التي ينبغي أن تنشأ بين حلفِ شمالي الأطلسي ودولِ مجلسِ التعاون الخليجي، كما توجد حاجةٌ ملحةٌ إلى تعريفِ مبادرةِ اسطنبول للتعاونِ نفسِها وفهمِها على نحوٍ أفضل.
وبالإضافةِ إلى ذلك، هناك حاجةٌ إلى إزالةِ سوءِ الفهمِ الحالي، وهو أمرٌ ينبغي لدولِ مجلسِ التعاونِ الخليجي أن تتفهمَه. فعلى الرغمِ من أن حلفَ شمالي الأطلسي قد بدأ بوصفه منظمةً عسكريةً تم تأسيسُها في سياقِ فترةِ الحربِ الباردة، فإن هذا الحلفَ قد شهدَ نمواً وتوسعاً تجاوزَ حدودَ التفويضِ المبدئي ليشملَ العناصرَ السياسيةَ التي تتسمُ بالأهميةِ نفسِها إن لم يكن بأهميةٍ تفوقُ ذلك. ويعودُ هذا جزئياً إلى أن حلفَ شمالي الأطلسي هو منظمةٌ متعددةُ الأطرافِ تعملُ بمبدأِ الإجماعِ ويتمُ فيها اتخاذُ القراراتِ على أساسٍ جماعي. وخلال العقدِ المنصرم، شهدَ حلفُ شمالي الأطلسي تحولاً كبيراً في ما يتعلقُ بمهمتِه وأهدافـِـه، بحيثُ لم يـُـعـُـدِ اليومَ المنظمةَ نفسَها التي وقفتْ في مواجهةِ حلفِ وارسو قبلَ نحوِ عشرينَ عاماً.
وإذا أخذنا بعينِ الاعتبارِ ذلك التاريخَ والأسلوبَ الذي بدأ حلفُ شمالي الأطلسي ينظمُ به هياكلَه اليوم، سنجد الكثيرَ الذي يمكنُ لدولِ مجلسِ التعاونِ الخليجي أن تتعلـمَـه من هذهِ التجربة. وعلاوةً على ذلك، هناك إمكانيةٌ وضرورةٌ لربطِ تلك التجربةِ مع الكيفيةِ التي يمكنُ للطرفينِ أن يعملا بها لتعزيزِ المصالحِ السياسيةِ المتبادلةِ والعملِ معاً في مواجهةِ المخاوفِ الأمنيةِ المشتركة. إن المعرفةَ والخبرةَ العمليةَ التي اكتسبها حلفُ شمالي الأطلسي في مجالاتِ صياغةِ شبكةِ حلفٍ مكونٍ من أطرافٍ متعددةٍ وفي تقاسمِ الأعباءِ إلى جانبِ تعزيزِ تخصصاتِ الدولِ المعنيةِ في مجالاتٍ مختلفةٍ على النحوِ الذي يؤدي في نهايةِ المطافِ إلى خلقِ تحالفٍ أكثرَ فاعلية، كلها جوانبُ ذاتُ نفعٍ مباشرٍ وغيرِ مسبوقٍ بالنسبةِ لدولِ مجلسِ التعاون الخليجي.
وإذا نظرنا إلى العملِ الذي قامَ به حلفُ شمالي الأطلسي في منطقةِ البلقان ودورِه الحالي في أفغانستان، سيتضحُ لنا أن لهذا الحلفِ دوراً مهماً في تحقيقِ تحولٍ في البيئةِ الأمنيةِ العالمية، وهو دورٌ يحظى بتقديرٍ كبير. وفي ضوءِ الوضعِ الأمني الحساسِ الذي تشهدُه منطقةُ الخليجِ حالياً، فإن منظمةَ حلفِ شمالي الأطلسي يمكنُ أن تساعدَ دولَ المنطقةِ على وضعِ أطرٍ شاملةٍ وأكثرَ قدرةً على مواجهةِ المخاطرِ الأمنيةِ المحدقةِ بمنطقةِ الخليج. ويمثلُ هذا الأمرُ كذلك أحدَ المجالاتِ التي يمكن لمبادراتٍ من قبيلِ مبادرةِ اسطنبول للتعاون أن تقومَ بدورٍ مهمٍ فيها، وهو دورٌ نأملُ أن يحظى بمناقشةٍ مفيدةٍ من قبلِ المشاركين والمندوبين الذين يحضرونَ هذا المؤتمر.
لقد دأبـْـنـا في مركزِ الخليج للأبحاث على تشجيعِ الجميعِ هنا على الصراحةِ والانفتاحِ بقدرِ الإمكانِ والاستفادةِ من هذهِ اللقاءاتِ للتمعُنِ في القضايا التي تواجهنا. وبينما يمكنُ القولُ إننا لا نزالُ في مرحلةِ البداية، في ما يتعلقُ بالتركيزِ على تحديدِ الدورِ المستقبلي الذي يمكنُ لحلفِ شمالي الأطلسي أن يقومَ به في المنطقة، فإن هذا الموضوعَ يُـعَـدُ بلا شكٍ من الموضوعاتِ المهمةِ التي تتطلبُ تبادلَ الرأيِ وإشراكَ أكبرِ قدرٍ من المعنيين به منذ البداية، لكي نتمكنَ معاً من صياغةِ سياساتٍ محددةٍ وقابلةٍ للتطبيق، وهذا هو الأمرُ الذي أشجعُ جميعَ المشاركين على القيامِ به.
مرةً أخرى، أكررُ شكري وتقديري لكمْ على تحملِ مشقةِ الحضورِ وأتطلعُ إلى قيامِ مناقشاتٍ ومداولاتٍ مثمرة.
والسلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته
جدول أعمال المؤتمر:
9.15 – 9.30 الكلمة الترحيبية
وافتتاح المؤتمر
عبد العزيز بن عثمان بن صقر
رئيس مركز الخليج للأبحاث
9.30 – 10.00 الكلمة الرئيسية لضيف الشرف
سعادة السيد جان فورنيه
مساعد الأمين العام لحلف الناتو
لشؤون الدبلوماسية العامة
10.00 – 10.30 :الجلسة الأولى
تقويم استراتيجي للبيئة الأمنية الخليجية من منظور دول الخليج وحلف الناتو
السيد/ ثانوس دوكوس
المؤسسة اليونانية للسياسات الأوروبية والسياسة الخارجية
الدكتور عبد الله باعبود
جامعة كمبردج
10.30 – 11.15 مناقشة
11.15 – 11.45 استراحة
11.45 – 12.30 :الجلسة الثانية
تعزيز العلاقات الأطلسية (الناتو) ـ الخليجية
السيد/ نيكولا دي سانتيس
رئيس قسم الحوار المتوسطي ودول مبادرة اسطنبول للتعاون
قسم الدبلوماسية العامة في حلف الناتو
محمد بن فيصل بن تركي آل سعود
مدير دائرة الشؤون الأوروبية
وزارة الخارجية
المملكة العربية السعودية
12.30 – 1.15 مناقشة
1.15 – 2.30 غداء
2.30 – 3.00 :الجلسة الثالثة
دور حلف الناتو في تعزيز التعاون في مجال الإصلاح الدفاعي ومكافحة الإرهاب
السيد/ هابي تومي
رئيس مكتب جريدة غلف نيوز
مملكة البحرين
3.00 – 3.45 مناقشة
3.45 – 4.15 استراحة
4.15 – 5.00 :الجلسة الرابعة
مبادرة اسطنبول للتعاون التابعة لحلف الناتو: تعزيز التعاون العملي وإجراءات بناء الثقة
الدكتور: ألبرتو بن
رئيس قسم الشؤون الإقليمية والحوار المتوسطي/ مبادرة اسطنبول للتعاون
الدكتور عبد الله الشايجي
جامعة الكويت
5.00 – 5.45 مناقشة