الكاتب: تشيستر كروكر |
تاريخ النشر: مايو، 2005 1 |
الناشر: مركز الخليج للأبحاث, المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية |
نوع الإصدار: ترجمات لمختارات من إصدارات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية |
النوع: نسخة الكترونية |
حجم الملف: 279.17 كلوبايت |
ملخص: من الواضح أن صناع القرار الأمريكيين استغلوا الهجمات الإرهابية التي وقعت في سبتمبر 2001 للإعلان عن بداية حقبة تاريخية جديدة. وقد شكلت تلك الهجمات اعتداءً مباشراً على الولايات المتحدة لم يسبق له مثيل منذ عام 1941. كان الأعداء معروفين، وشعر القاصي والداني بوجودهم. وأدرك الجميع أن هؤلاء المعتدين تصرفوا باسم عقيدة عدائية جداً، زاعمين أنهم يمثلون أهداف العالم الإسلامي. إن خطر وقوع مزيد من هذا النوع من الهجمات الإرهابية كان ولا يزال قائماً، ولعل افتراض وجود ذلك التهديد الخطير الدائم والناجم عن احتمال وقوع أسلحة الدمار الشامل بأيدي نشطاء المنظمات الإرهابية هو الأمر الذي أكد الحاجة الملحة إلى تطوير استراتيجية جديدة وشاملة.
لم يكن من المفاجئ أن رئيساً أمريكياً ذا تجربة محدودة نسبياً قرر مع مستشاريه الرد على العدو الجديد، وذلك بإطلاق حملة عالمية شاملة لمكافحته. وقد أسهمت المكاسب المتوقع تحقيقها من خلال حملة مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى جملة من الأمور الواضحة التي أفرزتها ملابسات ضرب أهداف تقع داخل الولايات المتحدة في خلق الفرصة المثالية لتعزيز مكانة القيادة الأمريكية وتعبئة الشعب الأمريكي وحشد تأييده للحرب على الإرهاب. وقد جاءت أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 لتشكل بداية ظهور عالم جديد يناصب الولايات المتحدة العداء، ويتمثل بهؤلاء الشريرين المقيتين “الذين يسعون إلى قتلنا”. كما كانت تلك الأحداث بمثابة الفرصة الأولى منذ الحرب الباردة لعودة السياسة الخارجية ـ وهي الميدان المفضل لدى الرؤساء الأمريكيين المعاصرين ـ إلى تبوؤ موقع الصدارة في السياسة القومية الأمريكية. أضف إلى ذلك أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 أسست لعودة السياسة الخارجية القائمة على الصراع وأنهت فترة من الانشغال المبهم في صيانة قيم مجردة وحمايتها من التهديدات التي يكون مصدرها مجموعة مبهمة من الأعداء كأمراء الحرب ومهربي المخدرات الذين لم يلحقوا بالولايات المتحدة نفسها إلاّ القليل من الأذى الحقيقي الملموس. وتمخضت أحداث الحادي عشر من سبتمبر عن ثلاثة عوامل أخرى أدت إلى إطلاق يد إدارة الرئيس بوش بشكل كامل تقريباً لتفعل ما تشاء من دون حسيب أو رقيب