مركز الخليج للأبحاث

هل تتخلى إيران عن الإصلاح وتعود للثورة

image_pdfimage_print
الكاتب: راي تاكيه
تاريخ النشر: أبريل، 2004 1
الناشر: مركز الخليج للأبحاث, المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية
نوع الإصدار: ترجمات لمختارات من إصدارات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية

ملخص: احتفل الإيرانيون في فبراير الماضي بالذكرى الخامسة و العشرين لقيام الثورة الإسلامية التي ظلت تشكل تحدياًً حقيقياً للكثير من الأنظمة السياسية في منطقة الشرق الأوسط لفترة طويلة من الزمان. وعلى عكس ما حدث خلال السنوات الأولى من الحكم الإسلامي فقد تميزت احتفالات العام الحالي بقدر كبير من الشعور بالسخط والاستياء. وفي ظل السياسات المتشددة التي ينتهجها المحافظين حالياً تتبخر الآمال بأن يتمكن الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي وحلفائه في البرلمان من تحرير أنظمة الحكم وإخضاعها للمحاسبة الجماهيرية، بشكل سلمي.
وبتصرفاتهم التي تمثلت في الاستخفاف بسلطة الرئيس وبقرارات البرلمان إضافة إلى الزج برجال الدين المعتدلين في السجون وإغلاق الصحف يكون المحافظون الإيرانيون قد قضوا على كل الطموحات أو التوقعات التي كانت تنصب في إطار إصلاح المؤسسات الدستورية و مؤسسات الحكم. وإزدادت الأحول سوءاً فحتى الممارسات التي كان ينظر إليها في السابق كأسس للتحول نحو تطبيق الديمقراطية الشاملة مثل الانتخابات البرلمانية والرئاسية، لم تعد ينظر إليها اليوم كوسائل فاعلة لتشجيع و تسريع عملية التغيير السياسي. لكن، المؤكد أن نجاح استراتيجيات المحافظين حمل معه بذور الفشل والانهيار، فقد أظهرت ردود الفعل التي ووجهت بها العراقيل والعقبات والعوائق التي وضعت أمام حركة الإصلاح السلمية، على أنها ستتخلى عن المعارضة السلمية واللجوء إلى المواجهة والتحدي. ويمكن القول بشكل عام إن إيران تعيش اليوم أسوأ أزمة في تاريخها منذ اندلاع الثورة في عام 1979 إذ أدت الطريق للسدود التي عانت منها البلاد خلال السنوات الماضية إلى حتمية احتدام المواجهة بين الشرائح الشعبية الغاضبة و المؤسسة الدينية الحاكمة المتشددة.

Scroll to Top