الكاتب: أودو شتاينباخ |
مدير المعهد الألماني لدراسات الشرق الأوسط، هامبورج، ألمانيا |
التاريخ: يونيو، 2003 |
الناشر:مركز الخليج للأبحاث |
نوع الإصدار: أوراق فعاليات مركز الخليج للأبحاث |
حجم الملف: 241.13 كلوبايت |
ملخص: ألقى الأستاذ الدكتور أودو شتياينباخ، مدير المعهد الألماني لدراسات الشرق الأوسط في هامبورج، محاضرة تحت عنوان “سياسة ألمانيا الخارجية والشرق الأوسط: البحث عن مفهوم”.
يُشار إلى أن العلاقات الألمانية ـ العربية ليست وليدة اليوم، بل يرجع تاريخها إلى أواخر القرن الثامن الميلادي، حيث جرى أول اتصال رسمي عبر بعثات دبلوماسية نحو عام 800 في عهد الإمبراطور شارلمان, ملك الفرنجة وحاكم الامبراطورية الرومانية المقدسة والخليفة هارون الرشيد.
كما انطلقت أولى حركات التبادل التجاري بين العرب والألمان منذ بدايات القرن الثامن بالموازاة مع حركة ثقافية دائمة ومستمرة بين الشعبين، وتمت ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة الألمانية في عام 1616, وتم نشر أول كتاب نحو باللغة العربية في ألمانيا عام 1781، وما ذلك إلا دليل واضح على التبادل الثقافي الوطيد الذي ما فتئ يشكل أحد الملامح الأساسية للعلاقات العربية ـ الألمانية.
أما على المستوى الاقتصادي، فإن العلاقات بين ألمانيا ودول مجلس التعاون الخليجي جيّدة، خصوصاً أن حجم المبادلات التجارية بين الطرفين سجل زيادة ملموسة على مستوى الصادرات وصل إلى 20 في المائة في الفترة بين عامي 1999 و 2002، فيما ارتفع حجم واردات دول مجلس التعاون الخليجي من المنتجات الألمانية بنسبة 65 في المائة خلال الفترة نفسها.
يُذكر أن العلاقات بين ألمانيا ودول مجلس التعاون الخليجي لا تقتصر على المجال الاقتصادي فحسب، بل تمتد إلى المجال السياسي. فصورة ألمانيا كانت دائماً ولا تزال في أعين شعوب المنطقة إيجابية للغاية من خلال الموقف المشرف الذي تبنته ودافعت عنه بقوة خلال الأزمة العراقية الأخيرة. حيث كانت ألمانيا أولى الدول التي أعربت عن معارضتها لأي تدخل في العراق دون الحصول على موافقة مجلس الأمن للأمم المتحدة، واضعةً بذلك علاقاتها داخل حلف الناتو والاتحاد الأوروبي على المحك. وعلى الرغم من ذلك صمدت ألمانيا في وجه الضغوط الدولية التي كانت تُمارَس عليها, وظلت وفية لمواقفها المبدئية. وقد كان لموقف ألمانيا هذا صدىً إيجابي جداً في الأوساط الحكومية والشعبية في العالم العربي.