خمسة خيارات سيِّئة للتعامل مع العراق
تاريخ النشر: أبريل، 2005 24 |
الناشر: مركز الخليج للأبحاث, المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية |
نوع الإصدار: ترجمات لمختارات من إصدارات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية |
النوع: نسخة الكترونية |
حجم الملف: 393.10 كلوبايت |
ملخص: لقد كان يُفترض في إسقاط نظام صدام حسين أن يشكل فاتحة لعصر السلم بالنسبة للعراق وبداية لأوقات عصيبة بالنسبة لأسامة بن لادن وأتباعه. غير أن واقع العراق الراهن يشير إلى أن هذه الأهداف النبيلة باتت في الحقيقة بعيدة المنال. فالعراق اليوم، بلد تمزقه الجريمة المتفشية في شوارعه؛ ويشلـّـه التمرد الشرس الذي يعصف بمعظم أرجائه، كما يبدي سكانه من العرب السنة، استياءً متزايداً من الاحتلال الأجنبي لبلدهم، مما ينعكس سلباً على مسيرة الديمقراطية فيه. أما ابن لادن وأتباعه فقد استغلوا غزو العراق بقيادة الولايات المتحدة، كأداة لتعزيز ادعاءاتهم القائلة إن الولايات المتحدة تريد إخضاع العالم الإسلامي لسيطرتها. وتحظى هذه الادعاءات على ما يبدو بصدقية متنامية لدى المسلمين في أرجاء منطقة الشرق الأوسط كافة. أما في الولايات المتحدة وبريطانيا، فإن حجم التكاليف المالية والخسائر البشرية للحرب على العراق في ارتفاع متواصل؛ فيما يشك المخطّطون العسكريون والمحللون الماليون في كلا البلدين في قدرة بلديهما على الاستمرار في تحمّل أعباء وجودهما العسكري الحالي المكثف في العراق، ناهيك عن الشكوك القوية في قدرتهما على توسيع ذلك الوجود لتعزيز فرص النجاح في مواجهة التحديات الأمنية الكبيرة هناك. ومع كل سيارة مفخّخة أو عملية اختطاف، تتعالى الأصوات التي تطالب الولايات المتحدة بمغادرة العراق.
لا شك في أن أي انسحاب مبكِّر من العراق سيكون بمثابة كارثة مفجعة، لأنه قد يؤدي إلى تحول العراق إلى معقل للجهاديين الذين قد يشرعون في إرسال عناصرهم لمهاجمة الولايات المتحدة وحلفائها في مختـلِـف أرجاء العالم. أضف إلى ذلك أن أي انسحاب سريع من العراق من شأنه أن يوسع دائرة الاقتتال الداخلي، وأن يعزّز النفوذ الإقليمي لإيران. لكن استمرار الحضور العسكري في العراق أو تأخير الانسحاب منه، لا يعني بالضرورة استمرار الولايات المتّحدة وحلفائها في التصرف على النحو الذي أبدوه منذ مايو 2003.